•O.o°·.•.• منتدى المعرفة •··°¯.•°o.O
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

•O.o°·.•.• منتدى المعرفة •··°¯.•°o.O

•O.o°·.•.• منتدى المعرفة •··°¯.•°
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اللغة والتعليم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
yassinx




ذكر عدد الرسائل : 15
العمر : 31
رقم الهاتف : 010911190
تاريخ التسجيل : 28/09/2007

اللغة والتعليم Empty
مُساهمةموضوع: اللغة والتعليم   اللغة والتعليم Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 2:47 am

تلعب اللغة دوراً حيوياً في كل مجتمع من مجتمعات العالم كونها وسيلة التعبير والتواصل بين أبناء المجتمع ورمز للهوية الفردية والمجتمعية وأداة لحفظ الحضارة والتراث ولايصال العلم والمعرفة للأجيال الطالعة.
وتتخذ اللغة في مجتمعات الدول النامية أبعاداً أخرى سياسية ونفسية ووطنية وعاطفية إذ أنها كثيراً ما تتحول إلى رمز للاستقلال والتحرر من المستعمر وركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية المنبعثة من جديد، كما هي الحال مع اللغة العربية التي اضحت رمزاً لوحدة بلاد العرب من المحيط إلى الخليج. وقد شعرت الدول الحديثة الاستقلال بضرورة تعزيز اللغة الأم بعد أن تضاءل دورها أو كاد يتلاشى أيام حكم المستعمر وذلك من خلال إعتمادها لغة رسمية للوطن ولغة تعلم وتعليم. وقد كان يقابل هذا الحرص على تعزيز مكانة اللغة الوطنية حرص لا يقل عنه جدية وأهمية، ألا وهو الحرص على إعطاء الاطفال في هذه المجتمعات الناشئة أفضل الفرص التعليمية كي يتسنى لها التعويض عما فاتها واللحاق بركب الحضارة والعلوم. غير أن هذا الامر الأخير قد لا يتهيأ من خلال تبني اللغة الأم لغة تعليم وذلك ربما لحاجة هذه اللغة الى التحضير والتطوير قد يصبح بمقدورها تأدية المهمة المطلوبة منها بالطريقة المثلى. وبما أن هناك شيء من التناقض بين الحرص على تعزيز اللغة الأم والحرص على تقديم أفضل الفرص التعليمية للأجيال الطالعة، فقد نشأت صراعات في قلب المجتمع الواحد حول دور اللغة في حياة الفرد والمجتمع وحول دورها في التربية والتعليم وحول إرتباطها بالأصالة من جهة وبالعنصرية من جهة أخرى. وكان هناك في كل مجتمع حديث الاستقلال تقريباً من يدعو بحماس إلى إعتماد اللغة الأم لغة تعليم غداة الاستقلال ودون تأخير أو تأجيل كما كان هناك من يدعو إلى التريث أو الابقاء بصورة دائمة على لغة أجنبية متطورة، غالباً ما تكون لغة المستعمر السابق، كأداة للتعليم خصوصاً في المواد العلمية. وقد تشعبت الخلافات وتعمقت مع الوقت ومع الظروف الاقتصادية الصعبة لأغلب الدول النامية ومع التجارب التعليمية غير الناجحة أو المحدودة النجاح في الكثير من هذه الدول، ومعظم البلدان العربية بينها.
ففي العالم العربي عموماً، وفي لبنان خصوصاً، كان الجدل يدور حول دور اللغة في تكوين عقل الطفل وشخصيته وفي اكتسابه للعلوم وحول دور اللغة العربية واللغات الاجنبية في المناهج التعليمية والنظام المدرسي ويصل إلى الحديث عن الإزدواجية بين الفصحى واللهجة العامية وعن تأثير تعليم المواد العلمية باللغات الاجنبية في سن مبكرة على شعور الطفل بالإنتماء وعن مدى تأثير لغة التعليم على مستوى التحصيل العلمي للطالب اللبناني. ومع قدوم عصر العولمة، تشعب الحديث والجدل ليشمل علاقة لغة التعليم بالإقتصاد وبعائدات التعليم وبالتواصل مع الآخرين في المحيط القريب وبكيفية التعامل مع نظام العولمة، الذي بدأت ملامحه بالبروز في السنوات القليلة الماضية والذي يبدو وكأنه سيكون سمة بداية القرن القادم.
إن هذه الأسئلة والتساؤلات موضوع النقاش والجدل على مدى سنين ما بعد الاستقلال في لبنان وفي أغلب الدول العربية قد شغلت وما تزال تشغل ذهن القارئ العربي إلى حد كبير لما لها من إنعكاسات على مستقبل البلدان العربية ووحدة شعوبها وعلى مستقبل الأجيال الصاعدة في كياناتها الذاتية والمجتمعية والوطنية وفي فرصها في التعليم والعمل. لذلك وبسبب كل المعطيات التي تحدثنا عنها، جاءت فكرة هذا الكتاب كمحاولة للإجابة عن بعض التساؤلات ولإيقاظ الاهتمام بها وبغيرها لدى المسؤولين والمهتمين والمختصين. فهذا الكتاب إذاً محاولة لمقاربة إشكالية دور التعليم في العالم العربي بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص. وتحاول المقالات التي يتألف منها الكتاب استكشاف دور اللغة العربية واللغات الاجنبية في النظام التعليمي من خلال البحث في السياسات والممارسات المتعلقة من جهة بتعليم هذه اللغات كلغات بحد ذاتها أي كأدوات اتصال وتواصل والمتعلقة من جهة أخرى بإستعمال هذه اللغات كأدوات تعليمية يجري من خلالها تدريس المواد الأخرى في مناهج التعليم. ويجري التركيز على علاقة لغة التعليم بالاستيعاب وبتحديد أكثر باستيعاب المواد والمفاهيم العلمية.
إن المنطلق الأساسي لهذا الكتاب هو الحرص على اللغة العربية الأم وعلى دورها الأساسي في حياة الناطقين بها كأساس من أسس الهوية والإنتماء وكأداة فضلى لتحصيل العلم والمعرفة. فالكتاب ليس بحثاً في الصراع بين اللغة العربية واللغات الأجنبية بقدر ما هو بحث في الدور التاريخي والمستقبلي للغة العربية وإستكشاف لمجالات استعمالاتها وتفتيش عن أسباب منافستها من قبل اللغات الأجنبية على دور طبيعي لها وعلى وظائف هي من صلب واقعها كلغة أم. والسبب في هذا التركيز على دراسة دور اللغة العربية في التعليم هو قناعة لدينا بأن حاضر اللغة العربية ومصيرها المستقبلي يرتبط إرتباطاًعضوياً بالتعليم لأن عملية تقوية وتنشيط وتجديد حيوية اللغة تركيباً ودلالة ومعنى إنما تبدأ في المدرسة ومنها تنتشر إلى المجتمع الأكبر بكل مرافقه ووسائل التعبير فيه. "ومن هنا كان التركيز على دور اللغة في التعليم. فالامر برمته يؤول إلى سياسات التربية والتعليم وما يصاحبها من خطط ومناهج ووسائل". هذا الوضع الذي قد ينطبق على كل لغات العالم يكتسب أهمية خاصة في وضع اللغة العربية إذ أن دور المدرسة يصبح هو الاساس في تعليم اللغة كون لغة التعليم غير لغة المنزل التي تشترك معها في الكثير وتختلف معها في الكثير أيضاً.
يقع هذا الكتاب في ثلاثة محاور تغطي أوجهاً مختلفة لدور اللغة في التعليم. يتعرض المحور الاول لحال اللغة العربية وما طرأ عليها من تغييرات وتبدلات نتيجة عوامل مختلفة كالتطور الطبيعي والإحتكاك مع اللغات الاخرى والدور الذي تشغله في مجتمعاتها. في هذا السياق هناك الفصل الاول وهو مقالة شعبان وغيث التي تبحث في السياسات التربوية المتعلقة باللغة في لبنان من منظار تاريخي. وتسرد المقالة وتحلل الممارسات والسياسات منذ قدوم الإرساليات إلى لبنان مروراً بالإنتداب وتعاظم دور اللغة الفرنسية إلى الاستقلال وعودة العربية إلى الصدارة جنباً إلى جنب مع اللغات الاجنبية إلى الحرب الأهلية والإنقسامات التربوية واللغوية والسياسية إلى الطائف وما تلاه من تحديد واضح لهوية لبنان كبلد عربي وتزامن هذا التوجه الجديد مع حركة العولمة التي أعطت دفعاً وزخماً جديدين للغات الاجنبية، خصوصاً للغة الانكليزية. وتم التركيز على دور العوامل السياسية والاقتصادية في تحديد مسار وتوجهات السياسات اللغوية. وتتعرض مقالة محمد زغلول للإزدواجية القائمة بين الفصحى والعامية في البلاد العربية وداخل مدارسها وللنقاش والجدل حول الموضوع. ويشدد الزغلول على القول بأن هذه المشكلة مشكلة مصطنعة قد ضخم حجمها المستشرقون والمستغربون. وهو يرى أن اللهجات العربية المتعددة قد أضحت قريبة من بعضها ومن الفصحى، ولكنه يعترف بوجود الكثير من المشاكل كما هي الحال مع اللغات الاخرى ويقترح لها حلولاً. ويعرض صالح الدين حمود في مقالته لتجارب التعريب في المغرب العربي وخصوصاً في المملكة المغربية ويعزو عدم تحقيقها لغاياتها المرجوة إلى التسرع في القرارات وعدم التخطيط الكافي للسياسات التربوية المتعلقة باللغة في حمى الاستقلال. ويخلص حمود إلى القول بأن السياسات الحالية أكثر إتزاناً وجدوى خصوصاً بعدما حلت المعطيات والدوافع الإقتصادية محل الإيديولوجيات كمحرك أساسي لهذه السياسات والقرارات والممارسات. فالعربية تبقى الاساس لكن دور الفرنسية يظل مهماً وتدخل الإنكليزية بقوة كونها اللغة العالمية الاولى للتواصل. ويركز مقال هيثم الأمين على حال اللغة العربية وما آلت إليها في ألفاظها وتراكيبها ومعانيها نتيجة احتكاكها باللغات الأخرى وما ترجم إليها من تلك اللغات. ويشدد الأمين على أن فكرة أن العربية لا تتغير فكرة خاطئة، فاللغة العربية قد استعارت الكثير من التعابير والمصطلحات من اللغات الاجنبية إلى حد اعتبره بعض الباحثين كافٍ للتحدث عن تغيير المصطلح العربي(4). ولم يفت الأمين التحدث عن كون الترجمات التي ينقصها الإتقان قد ساهمت في إدخال الركاكة والتعابير الغربية عن روح اللغة الغربية في كثير من الأحيان.
أما المحور الثاني فيركز على دور لغة التعليم في إستيعاب المواد والمفاهيم العلمية. وفي هذا السياق تقدم مقالة بوجوده وصياح مراجعة تحليلية وافية لتجارب بلدان كثيرة حول العالم. وتصل المقالة إلى نتيجة أن التعليم باللغة الأم هو الأفضل للطفل تربوياً ونفسياً. لكن الكاتبين يعترفان بصعوبة تطبيق هذا المبدأ في لبنان تطبيقاً كلياً بسبب التركيبة الخاصة له. وهما يدعوان إلى القيام بأبحاث ميدانية بعيداً عن المواقف المسبقة لتحديد موقف علمية تربوية غير محكومة بالسياسة وتشنجاتها. وتأتي مقالة نحاس إستجابة لهذه الدعوة إذ أنها تحاول أن تحدد بطريقة علمية أيهما أفضل للطالب اللبناني: تعلم الرياضيات في المرحلة الإبتدائية باللغة العربية أم تعلمها اللغة الاجنبية. وأظهرت دراسة نحاس أن من يتعلم الرياضيات باللغة الأم يتملك المادة العلمية وقدرة التعبيرعنها بطريقة أفضل ممن يتعلم المادة باللغة الاجنبية. ويخلص نحاس إلى القول، وبحسب نظرية النماء القريب لفايغوتسكي، بأن تعلم المواد العلمية اللغة الأم يساعد الطالب على تنمية مهارات التفكير السليم. وتتحدث مقالة حسين زين الدين عن تجربة تعليم الرياضيات باللغة العربية في المرحلة المتوسطة في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية. وقد أظهرت الدراسة أن التعلم باللغة الأم يسهل اكتساب المفاهيم العلمية والرياضية في المرحلة المتوسطة. فطلاب المقاصد قد تفوقوا على طلاب المدارس الرسمية والخاصة التي يرتادها أبناء ذوي الدخل المحدود، كما هي حال معظم طلاب المقاصد وأظهرت الدراسة أيضاً أن طلاب المقاصد يفقدون هذا التميز إذا ما قورنوا بطلاب المدارس الخاصة النخبوية مما يدل على أهمية العامل الإقتصادي والخلفية الإجتماعية والتعليمية والثقافية للأهل في تحديد المستوى اللغوي للطلاب. وتتناول مقالة شاهين بالتفصيل تجربة تعليم المواد المهنية التقنية باللغة العربية في معهد عبد الهادي الدبس للتعليم المهني والتقني التابع لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. وتظهر دراسة شاهين أن طلاب الدفعة الاولى من المعهد قد تميزوا بأدائهم العالي في الإمتحانات الرسمية وفي كافة المواد إذا ما قيست نتائجهم بنتائج بقية تلامذة البكالوريا الفنية في لبنان.
أما المحور الثالث فيركز على علاقة اللغة بالهوية والتعليم ومواقف اللبنانيين واتجاهاتهم نحو اللغات العاملة في لبنان. وقد أظهرت دراسة غالب وجوزيف، التي استفتت آراء281 طالباً جامعياً حول اتجاهاتهم اللغوية والثقافية، بأن اللغة الإنكليزية هي اللغة الأهم محلياً وعالمياً في نظر هؤلاء الطلاب. وأظهرت أيضاً ان الطلاب المسيحيين يحتفظون إلى جانب ذلك بتقدير خاص للغة الفرنسية كلغة حضارة وثقافة. ويتقبل الجميع دور اللغة العربية كلغة لبنان الأساسية مع إظهار رغبة كبيرة في تعلم أكثر من لغة أجنبية واحدة. أما دراسة غيث وشعبان فقد أظهرت كسابقتها الدور الأساسي للغة الإنكليزية في لبنان المستقبل في نظر طلاب العينة المنتقاة من بين تلامذة الجامعة الأميريكية في بيروت. وأظهرت الدراسة أيضاً أن اللغة العربية لها مكانتها الأساسية عند الطلاب كلغة إعلام. وظهر بوضوح أن الطلاب المسلمين قد أظهروا مواقف أكثر إيجابية تجاه اللغتين العربية والإنكليزية واستعمالاتهما في حقول الثقافة والتعليم والإعلام من تلك التي أظهرها الطلاب المسيحيون. وهذا يدلل على أهمية الخلفية الدينية والإقتصادية في تحديد الإتجاهات اللغوية والتربوية.
إننا نعتبر أن إصدار هذا الكتاب يشكل خطوة اولى على الطريق الصحيح، طريق معالجة دور اللغة في التعليم بطريقة علمية موضوعية. وهذه الخطوة مع أهميتها وجديتها لا تغطي كافة الوجوه الواجب دراستها لإيفاء هذا الموضوع حقه. فهناك الكثير من القضايا الأخرى التي يجب أن يلتفت الباحثون إليها كحال تعليم اللغة العربية في المدارس والجامعات والمشاكل التي تعترضها، واللغة العربية المستعملة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، ةالمزج اللغوي المعروف ب"التغيير الرمزي" وأنماطه ومضامينه التواصلية والتربوية، ومدى تمكن اللبنانيين من اللغات عربية كانت أم أجنبية وغيرها من القضايا. إننا نأمل أن يمثل هذا الكتاب إطلاقاً لحيوية جديدة للغة العربية وللنظرة إليها والتعامل معها في مجتمعاتنا العربية. ونرجو أن تركز الأبحاث المستقبلية حول هذا الموضوع على محاولة إيجاد أجوبة علمية وموضوعية لتساؤلات جديدة مع الأخذ بعين الإعتبار مصلحة الطفل العربي عموماً واللبناني خصوصاً من ناحية إنتمائه وهويته ومستقبله التعليمي والعلمي ومصلحة اللغة الأم التي يرتبط تقدمها بتقدم أهلها في ميادين الإقتصاد والإجتماع والعلم والفكر.
ولا بد لي في نهاية هذه المقدمة للكتاب من توجيه الشكر الجزيل والتقدير الخاص لزميلي في لجنة الإشراف على الكتاب غازي غيث وجورج نحاس لمرافقتهما لهذا العمل ورعايتهما له منذ الخطوات الأولى وتقديمهما التعليقات القيمة على كل ما عرض علينا من مقالات ومراجعة لهذه المقالات. وأخص بالشكر أيضاً عدنان الأمين رئيس الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية ولدعمه وإشرافه المتواصل على حسن سير العمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللغة والتعليم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•O.o°·.•.• منتدى المعرفة •··°¯.•°o.O :: •··°¯.•°o.Oالدراسة واللغات التعليمية •O.o°·.•.• -
انتقل الى: