يعتبر التهاب الزائدة الحاد الحالة الأكثر شيوعاً من حيث حاجتها للتدخل الجراحي الاسعافي، وللأسف يصعب تشخيص هذا المرض مما يؤدي إلى انفجارها دائماً، فتجد أن حوالي 70 - 75٪ منها تكتشف بعد انفجارها وانثقابها من قبل الأطباء خاصة في الاعمار الخمس الأولى من حياة الطفل.
- يصاب حوالي 4 في كل 1000 من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة، ويندر في الاعمار أقل من سنة.
- أسبابها غير معروفة ولكن هناك عاملين أساسيين الأول انسدادها وتكون الحصاة الغائطية بها والآخر بعض الجراثيم الكولونية وكذلك بعض الأجسام الغريبة وبعض الديدان.
أعراضها:
تعتمد الأعراض والعلامات السريرية على المرحلة التشريحية المرضية التي وصلت إليها الزائدة لحظة اجراء الفحص ويتضمن الثالوث الكلاسيكي الألم والاقياء والحمى، وفي المرحلة الأولى من انسداد الزائدة يكمن الألم حول السرة وهذه أولى علامات وأعراض التهاب الزائدة ثم يتلو ذلك الألم القيء، وتكون الحمى منخفضة ما لم يحدث انفجار أو التهاب الصفاق (الغشاء حول الامعاء) ويعتبر تتالي الأعراض وانتقال الألم بعد 4 - 6 ساعات إلى أسفل البطن في الركن الأيمن منه من الأعراض المميزة لالتهاب الزائدة، مع العلم أنه قد يتأخر انتقاله إلى 12 ساعة وعند الفحص من قبل الطبيب يتألم المريض أثناء الضغط في أسفل ويمين البطن.
وكذلك يمكن حدوث الانثقاب أو انفجار بعد 48 - 36 ساعة اذا لم يتم تشخيصها وازالتها جراحياً.
هناك بعض الأعراض التي قد تصاحب التهاب الزائدة ومنها الاسهال (خاصة عندما تكون الزائدة متوضعة بين العرى المعوية) الامساك، وحرقان في البول وتكرار البول أو احتباسه (وذلك لحدوث التهاب في المثانة البولية).
التشخيص:
1 - يعتمد تشخيص التهاب الزائدة الدودية على الفحص الفيزيائي أو الاكلنيكي والقصة المرضية والأعراض التي ذكرناها قبل قليل، ومع ذلك فأكثر من 25٪ من الحالات لا يمكن التأكد من تشخيصها حسب الاحصائيات العالمية.
2 - التحاليل المخبرية: عادة يكون هناك ارتفاع في خلايا الدم البيضاء في الدم.
3 - التصوير الاشعاعي: يضطر الجراح إلى اجراء بعض الفحوصات الاشعاعية مثل السينية للبطن والأشعة الصوتية والتي قد تبين وجود الحصاة الدودية المتكلسة.. وفي بعض الأحيان النادرة قد يحتاج إلى عمل التصوير الطبقي في بعض الحالات.
العلاج:
إذا ظهرت مثل تلك الأعراض والعلامات وتأكد بالفحص الاكلنيكي والمخبري وجود الزائدة الدودية الملتهبة يجب اجراء العملية فورا ويستحسن هذه الأيام استخدام المنظار في ازالتها وميزة هذا المنظار ان الطبيب الجراح يستطيع رؤية مساحة كبيرة من البطن من خلال ثقب صغير في البطن وربما يكتشف أشياء أخرى مصاحبة من انثقاب الامعاء أو التهاب الصفاق، والميزة الأخرى سرعة شفاء الطفل في مدة أقصر واقامة قصيرة في المستشفى خاصة اذا لم تكن هناك ثقوب في الامعاء.
أما في حالة وجود ثقوب من جراء التأخير في تشخيص التهاب الزائدة كما يحدث هذه الأيام وللأسف وليس في مجتمعنا فقط بل في معظم المجتمعات، (ولكن يكثر هنا للتسامح الموجود وعدم وجود الرقيب والمحاسب الصادق، والعقوبات الصارمة)، فإن المريض يبقى في المستشفى مدة طويلة ويحتاج المريض عادة إلى تغطيته بمضادات حيوية مكثفة ومراقبة المريض لتحاشي المضاعفات الممكنة من انسداد الامعاء وتلفها.
المضاعفات:
1 - كما ذكرنا اذا لم يتم تشخيص التهاب الزائدة واستئصالها مبكراً وفي الوقت المناسب لأي سبب كان فإن هناك احتمالا كبيرا بانفجارها داخل تجويف البطن ومن ثم تلوث الغشاء البريتوني والتهابه بالميكروبات الناتجة عن ذلك الثقب، وهذا الالتهاب يمكن أن يكون شاملا البطن كله مما يؤدي إلى الوفاة لا سمح الله.
2 - قد يتحول هذا الالتهاب من الحالة الحادة إلى الحالة المزمنة مسببا آلاما في البطن بين الحين والآخر.
3 - التأخير في علاج التقيح والصديد (الذي قد ينتج من مضاعفات الالتهاب) يؤدي إلى انسمام دموي حاد ومن ثم إلى الفشل الكلوي.
4 - انسداد الامعاء ومن ثم القيء المستمر.
5 - التصاف الامعاء ببعضها